stories videos photos

Friday 16 May 2008

حرب في لبنان


رائحة الدماء تعبق في أنفي ..
تسيل من شراييني توقظني في الليل كي أسمع صوت سيلانها في دمي ..
رائحة الدماء تتمختر في في أزقة الضاحية و عين التينة و قريطم و المختارة و الأرز ..رائحة الدماء عادت إلى رائحة الوطن و هي توقظ الدراكولات المنتشرة في الزوايا و الظلال ..
و أصبح للوطن رائحة ..
الجميع أبدى إرتياحه اليوم و إجتمعوا و ناقشوا و قرروا و أصدروا و صفّقوا و عادت الحياة ..و لكن هذه المرة مع رائحة , سيذهبون إلى الدوحة و يأكلون و يسمنون و يعودون للمعركة و حتى و إن عادوا متفقين , سيتفقون علينا ..و سيبثون عبر إذاعاتهم أصوات التحريض و الفتنة و صوت الإقطاع سيعود وستعود تلك الرائحة ..
قد لا تعرف تلك الأحياء يا بطل و لا ذلك الجار و لا تلك اليمامة و قد لا يعرفك قطّك و إن نظرت إلى المراة هناك قد لا تعرف نفسك يا بطل ..
فهناك الأشياء سقطت و بقيت الأقنعة ..لقد إستراح المقاتلون و تركوا للناس الأقنعة ..
قد تشاهد جدتك مقنعة يا بطل و صديقك و أختك و الدكنجي مقنعاً قد تجلس في زاوية و تجهش بالبكاء يا بطل .. سيسألونك تلك الأسئلة و ستعود تلك النظرة و سترجع تلك الأحاديث و ستضطر أحياناً للسقوط من الطابق الثامن و تعود و تستكمل إستجوابك .. عادت متاريس الطوائف , عادت النكهة اللبنانية عادت الرائحة تحوم في مطابخ الأمهات و عادت الأمهات تشحذ سكاكينها و تطعم الحقد لأبنائها و عادوا أبناءها كما يريدهم ذلك الزعيم ..ستبكي يا بطل و لن تجد منديل أبيض ناصع لتجفف دموعك فالمناديل محجوزة و قد أصبحت للمونة , فهناك جنازات و سواد و قرآن و دموع و دماء لن تجففها مناديل الكون يا بطل ..
قد تركض يا بطل و تتسلّق جبالاً و تركض و تشتاق لمدينتك و ستركض و تشتاق و تتسلق و تركض و قد تصل إل برمانا و قد تنظر من بعيد إلى مدينتك و لكن صدقني فلن تجد سوى سحابة من الحقد تلف المكان و ستعود يا بطل ذلبلاً مطأطأ الرأس و ستحاول أن تبكي فلن تجد حتى دموع في عينيك ..
سيذهبون جميعاً إلى الدوحة و لن يحضروا حتى الجنازات يا بطل , فإذهب للجنازات و إذا حظيت بمنديل فلا تحاول حتى البكاء, بل إغمس منديلك بالدم و إرفعه علماً في وجوههم جميعاً علّهم و هم في الدوحة يأكلون اللحم يتذكرون طعم الدم..
و أصرخ يا بطل في و جوههم أسماء الذين ماتوا و لا تغفر لهم فإنهم يعلمون

No comments:

nb